مدخل للعلوم الاقتصادية والتسيير (S1)
مدخل للعلوم الاقتصادية والتسيير/ ذ.عزيز إطوبان كامل و حصري على مدونتنا
أولا: إشكالية المفهوم:
إن تعريف علم الاقتصاد والخروج بمفهوم موحد
له، هو من أعقد الإشكاليات التي واجهت الاقتصاديين، وذلك بسبب اختلاف اتجاهاتهم
الفكرية.
فمن الطبيعي أن ينشأ اختلاف في الاقتصاديين
حول تعريف علم الاقتصاد، وذلك لتباين المناهج المستعملة في طرفهم في التحليل،
وأيضا لاختلافهم حول طبيعة علم الاقتصاد من جهة، ومن جهة أخرى لكون الاقتصاد هو
أحد العلوم الاجتماعية التي استقلت عن غيرها منذ أكثر من قرنين من الزمن، وبالتالي
فهو يتسم بالحداثة ومازالت مواضيعه تخضع للبحث والدراسة من طرف الاقتصاديين على
اختلاف مشاربهم.
- يمكن مقاربة علم الاقتصاد من عدة
زوايا، مما جعل تعاريف المفكرين الاقتصاديين متباينة، فهناك من يحدد ماهية علم
الاقتصاد، بناء على فكرة:
1-إشباع
الحاجات الإنسانية:
§أصحاب هذا الرأي يرون أن كل ما يستهدف
الحاجات الإنسانية، فهو يدخل في نطاق علم الاقتصاد.
§تعريف منتقد لاتساعه لكونه يجعل كل نشاط
إنساني يهدف في تلبية حاجة أو رغبة يشمله هذا العلم سواء كان ذا طبيعة مادية أو
معنوية.
-أما
الاقتصاديون الذين حاولوا تعريف علم الاقتصاد بناء على :
2-فكرة
تكوين الثروة:
يعرف J.P.Say
الاقتصاد : ”بأنه العلم الذي يبحث في القوانين المتعلقة بإنتاج الثروة وتوزيعها
واستهلاكها“.
توجيه
الانتقاد لهذا التعريف لحصره الثروة في الأموال المادية
لتخرج بذلك الخدمات عن نطاقه لأنها لا تصنف ضمن الأشياء المادية، في حين أن مفهوم
الإنتاج في الوقت الحالي يعني خلق المنفعة وليس خلق المادة.
وهكذا،
فالحاجات الإنسانية يتم إشباعها بواسطة الوسائل أو الأشياء المادية، تعرف بالأموال
أو السلع، لكن
ليست كل الأموال هو ما يعني به علم الاقتصاد
علم
الاقتصاد لا يعنى بالمال المبخر أو المال غير الاقتصادي،
كالهواء مثلا الذي يعتبر متوافرا في ظروف الحياة العادية، لمن يريده، بحيث يحصل
عليه كل إنسان دون حاجة إلى جهد والعبرة لكي يصبح المال اقتصاديا هو بضرورة بدل
جهد للحصول عليه.
3-فكرة
التبادل كأساس لتعريف علم الاقتصاد:
فهو
العلم الذي يهتم ”بدراسة عمليات التبادل التي يتخلى
الفرد بموجبها عن ما هو بحوزته ليحصل بالمقابل ومن فرد آخر على ما يحتاجه، ومن
عملية التبادل أو المبادلة هذه تنشأ علاقة بين إنتاج الأموال وإشباع الحاجات“.
وجهت
لهذا التعريف انتقادات:
إن
عملية التبادل يمكن أن تتم بشكل عيني عبر نظام المقايضة بدون حاجة إلى النقود. هذا
التعريف لم يأخذ بعين الاعتبار كون العديد من التصرفات الاقتصادية التي تأخذ شكل
المبادلة لا يشملها علم الاقتصاد.
4-تعريف
علم الاقتصاد باعتماد فكرة النذرة:
علم
الاقتصاد هو ”العلم الذي يعمل على دراسة سلوك
الإنسان الناتج عن تلك العلاقة بين حاجاته المتعددة ووسائل ناذرة
ذات استعمالات متعددة.
يركز
هذا التيار الاقتصادي على دراسة سبل مواجهة عامل النذرة
باعتباره الغرض الأساسي لعلم الاقتصاد.
ومن
خلال التعاريف السابقة يمكن:
üتعريف
علم الاقتصاد:
بأنه
”العلم الذي يبحث في كيفية إدارة
واستعمال الموارد الاقتصادية الناذرة، بهدف إنتاج امثل ما يمكن إنتاجه من السلع
والخدمات لإشباع الحاجات الإنسانية وتوفير متطلباتها المادية في ظل إطار معين من
القيم والتقاليد والتطلعات الحضارية للمجتمع، كما يبحث في الطريقة التي توزع بها
هذا الناتج الاقتصادي بين المشتركين في العملية الإنتاجية بصورة مباشرة وغير
المشتركين بصورة غير مباشرة“.
ثانيا: علاقة علم الاقتصاد بالعلوم الأخرى
علم
الاقتصاد من العلوم الاجتماعية كعلم التاريخ وعلم النفس، وعلم الاجتماع. ونظرا
لاهتمام الناس بالاقتصاد فطريا لأنه العمود الفقري لحياتهم، برز علم الاقتصاد
وأصبح من أهم العلوم الاجتماعية، وبدأ الإنسان بتطوير هذا العلم لاستخدامه لصالحه.
فعلم
الاقتصاد إذن، هو من العلوم الإنسانية او الاجتماعية، بحيث توجد علاقة بينه وبين
الكثير من العلوم“
.علاقة
علم الاقتصاد بعلم الاجتماع
تكمن
أهمية علم الاجتماع بالنسبة لعلم الاقتصاد في أن كليهما يدرسان سلوك الإنسان في
المجتمع، فعلم الاجتماع يركز على علاقة الإنسان بالبيئة والتنظيمات الموجودة في
المجتمع والتي لها دور تحديد القيم والعادات التي تسود المجتمع، فبذلك فإن علم
الاجتماع يمد علم الاقتصاد بهذه المعلومات الهامة لعادات المجتمع وتقاليده
والتغيرات التي تطرأ عليها.
كما
أن علم الاجتماع يؤثر فيه علم الاقتصاد، حيث أن علم الاقتصاد هو اداة هامة في
تغيير المجتمع وبالتالي يتغير بناء هذا المجتمع كأن يتحول من مجتمع زراعي إلى
مجتمع صناعي، وهذه التغيرات موضوع أساسي في دراسات علم الاجتماع.
2.علاقة علم الاقتصاد بعلم التاريخ
التعلم من اخطاء الماضي يجنبنا الوقوع في
أخطاء اليوم، ومن هذا المنطلق تأتي أهمية
التاريخ لعلم الاقتصاد، فالأحداث الاقتصادية الماضية السياسية والاجتماعية... لها
فوائد كثيرة للباحث الاقتصادي، فالتاريخ
إذن يعطينا كثيرا من المعلومات القيمة التي تساعدنا في علاج الوقائع الحاضرة.
3.علاقة علم الاقتصاد بعلم النفس
طالما
أن علم الاقتصاد يهتم بسلوك الإنسان وكيفية إشباع رغباته،
فإن علم النفس عن طريق وسائله يساعد علم الاقتصاد في التعرف على الخصائص النفسية
والتصرفات الشخصية للأفراد داخل المجتمع.

Aucun commentaire