المناهج القانونية و الاجتماعية S1 Langue arabe Sciences Juridiques et Sociales
تلخيص مادة المناهج القانونية و الاجتماعية

المناهج القانونية و الاجتماعية
![]() |
المناهج القانونية و الاجتماعية |
أولا تعريف المنهج
المنهج لغة هو الطريق أو النظام كما يعني الكيفية أو طريقة تعليم شيء معين وفقا
لبعض المبادئ بصورة مرتبة ومنظمة . و في الاصطلاح المنهج هو فن التنظيم الصحيح لسلسلة الأفكار العديدة إما من أجل
الكشف عن الحقيقة حيث نكون بها جاهلين أو من أجل البرهنة عليها للآخرين حيث
نكون بها عارفين . و يعرف الدكتور عبد الرحمان بدوي باعتاباره الطريق المؤدي إلى الكشف عن
الحقيقة في العلوم بواسطة طائفة من القواعد العامة تهيمن على سير العقل التي
تحدد عملياته حتى يصل إلى نتيجة معلومة .ويعرفه قاموس ربيير مجموعة الوسائل
و الإجراءات التي يسلكها العقل للكشف و التدليل على الحقيقة في العلوم .
تصنيفات كرافيتيز للمنهج : * المنهج بالمعنى الفلسفي
: مجموعة من القواعد المستقلة عن أي بحث أو مضمون
خاص يحيل بالأساس إلى عمليات و أشكال من التفكير تجعل الواقع المراد إدراكه
سهل التناول .
* المنهج طريق للتفسير المنهج هو وسيلة لبلوغ جانب من الحقيقة و الجواب
بالأساس على سؤال كيف؟
* المنهج المرتبط بمجال بميدان معين :يعد مصطلح المنهج مبررا عندما يرتبط
بمجال نوعي و يضم طريقة عمل خاصة به .
اعتمدت كرافيتيز عند تطرقها للغموض الذي يكتنف المنهج باعتباره إحدى أليات
المعرفة على الميزة التي تطبعه و هي المساعدة على الفهم الواسع لمسلسل البحث و
ليس لفهم نتائج البحث العلمي.أي أن القاسم المشترك بين مختلف تصنيفات لمفهوم
المنهج هو الغاية من استخدام المنهج التي هي المساعدة على استيعاب و فهم
المسلسل الذي تمر به عملية البحث العلمي .
ثانيا المنهجية في العلوم القانونية :
علم القانون فرع من العلوم الاجتماعية الأخرى ينطبق عليه ما ينطبق عليها من
منهاج البحث العلمي مع تخصيص و ملائمة لمتطلبات و خصوصيات العلوم
القانونية ,هذه الخصوصية يمكن الحفاظ عليها من خلال التصنيف القائم على ارتباط
المنهج بميدان معين و الذي هو في هذه الحالة القانون و بالتالي يحق القول
بالمنهجية القانونية .
كما يتم الاستفادة من مزايا المنهج باعتباره طريقة للتفسير . و منه يمكن تعريف المنهجية القانونية بأنها دراسة للطرق و المناهج التي يجب على
رجال القانون اتباعها أثناء عملية البحث
,و كذا عملية تطبيق القانون أو بشكل عام
ليتمكنوا من إيجاد حلول لمشاكل قانونية
,و هي غاية لاتدرك فقط بالمعرفة بالقوانين
و الأنظمة و الاجتهاد القضائي . هناك مستويات متعددة تقتضي الإلمام بالمنهجية القانونية منها : _ تطبيق المنهجية في البحوث القانونية .
دراسة القاعدة القانونية و تتبعها و إيجاد حلول للمشاكل القانونية المطروحة على
أرض الواقع .
فصل تمهيدي : مراحل تطور المعرفة الإنسانية و إشكالية الموضوعية في مجال
العلوم الإنسانية .
عرف التفكير العلمي مجموعة من المحطات :الخرافي و المثالي و العلمي
.
المطلب الأول :مراحل تطور المعرفة الإنسانية .
1التفكير الخرافي
:ارتبط التفكير الخرافي بتقديس زعماء القبائل و الكهنة و _
السحرة و كل من كان يدعي قدرات خارقة و علاجية.وقد وقفا هذا الفكر عائقا أمام
بلوغ المعرفة العلمية الصحيحة حيث عمل على رفض كل المعارف التي لا تتفق
معه . 2_ العلم من وجهة نظر الاتجاه المثالي .يتميز هذا النوع من التفكير بإيمان الانسان
المطلق بالمعتقدات و الديانات و بكونها المصدر الفعلي للمعرفة و أن القائمين على
الشأن الديني هم ملاك للحقيقة.فالحقيقة العليا في كل مجال من مجالات المعرفة
الإنسانية كانت من تعتبر من أصل ديني.أبرز رواد هذا الفكر أفلاطون الذي يعتبر
الدين علم من العوم و أن العلم هو أعلى درجات المعرفة ,لكنه كان يقصد الشق
النظري من العلم و لم يتجه لدراسة الطبيعة و بقي فكره يصبو لما وراء الطبيعة و
رغم محاولة تلميذه أرسطو الاقتراب من عالم الطبيعة فقد بقي فكره منحصرا في
المثاليات . هذا المفهوم الذي تميز به العلم في إطار الفكر المثالي الوثني امتد خلال القرون
الوسطى في إطار الفكر الديني المسيحي الكنسي. حيث كرست الكنيسة حصر
المعرفة و العلم في أبعاد دينية و حصر اهتمامات المفكرين و العلماء في نطاق
التأمل الفلسفي حتى في تعاملهم مع مظاهر الطبيعة
.فيمكن القول أن الكنيسة
ساهمت كثيرا في تكريس الجمود الفكري عن طريق اضطهاد العلماء فانعكس ذلك
على الشعوب حيث انتشر الجهل و التخلف و عاشت أوربا مرحلة من أسوء مراحل
التاريخ . 3_ العلم من وجهة نظر الاتجاه المادي : التيار المادي يرى أن المعرفة تستمد من الوجود المادي أي من خلال الاتصال
المادي بالطبيعة
,فالمعرفة حسب هذا التيار ماهي إلا حلول للمشاكل التي يطرحها
الواقع العملي .
الاتجاه المادي ينبني على الخطوات التالية :
_ أولا لمس المشكلة عن طريق الاتصال بالواقع ,المجتمع أو الطبيعة .
_ ثانيا كوضع النظرية لحل الاشكال المطروح .
ثالثا :تطبيق هذه النظرية على الواقع ,لنعرف مدى توافقها مع الواقع العملي أم لا
,ففي حالة النجاح نكون حققنا معرفة ,و في حالة الفشل نبدأ بصياغة نظرية أخرى
و على هذا النمط تتطور المعرفة العلمية في شتى المجالات .
حسب النظرية المادية أي شيء غير متاح للحواس لا يعتبر معرفة و إنما هو خيال
,و على هذا الأساس انتقدت المدرسة المادية الدين . 4_ موقف الدين الإسلامي من المدرسة المثالية و المدرسة المادية :
سبب عدواة النظرية المادية للدين هو الممارسة التعسفية للكنيسة على الفكر . أما الإسلام فقد أعطى للعلم قيمته الحقيقية
,كما أنه وازن بين الطابع المادي للعلم و
المطلب الثاني :إشكالية الموضوعية في مجال العلوم الإنسانية . العلوم الطبيعية أو العلوم الحقة عرفت تقدما و تطورا كبير ,بخلاف العلوم الإنسانية
التي انعكست نشاتها المتأخرة على تطور و تقدمها
,غير أنه ظهور أزمات نفسية و
ظواهر اجتماعية جديدة مع التطور السريع و المهول دفعت بالعلوم الإنسانية إلى
السعي نحو تحويل الانسان إلى ظاهرة قابلة للدارسة العلمية و الموضوعية.لكن ما
يميز الانسان عن الظواهر الطبيعية جعل العلوم الإنسانية تعرف مشاكل
ابستمولوجية _الابستمولوجيا هي دراسة العلم _. و للتمكن من الوقوف على بعض الإشكاليات المرتبطة بالعلوم الإنسانية نستعين
بالتساؤل التالي
:ماهي قدرة العلوم الإنسانية على فهم و تفسير الظواهر الإنسانية ؟
موقف جون بياجي :يرى أنه من الصعب تحقيق الموضوعية في العلوم الإنسانية
لسببين أساسيين :
* السبب الأول العلاقة بين الذات و الموضوع في العلوم الإنسانية تخلق وضعا
معقدا ,فالانسان هو الدارس و هو أيضا موضوع الدراسة و يتمخض عن هذا
الوضع المتشعب صعوبة استيفاء شرط الموضوعية .
*السبب الثاني
:اعتقاد العالم بأنه يملك معرفة قبلية تجعله قادرا على الاستغناء عن
التقنيات العلمية .
يرى بيجي أيضا أن الباحثين في العلوم الإنسانية ينطلقون من خلفيات فلسفية و
إيديولوجية . موقف فيلهام دلتاي
:ينطلق من تصور منهجي لكل من العلوم الطبيعية و العلوم
الإنسانية . فالعلوم الطبيعية أو العلوم الحقة تنظر إلى موضوعها باعتباره ظاهرة خارجية.أما
العلوم الإنسانية فالمناهج التي تدرس بها تختلف عن العلوم الطبيعية فالطبيعة
نفسرها و الحياة النفسية نفهمها .فالعلوم الإنسانية تتعامل مع ظاهرة حية كلية لا
يمكن تجزيئها كما هو الحال بالنسبة للظواهر الطبيعية القابلة للعزل و الدراسة
الخارجية .من تم لابد أن تطور العلوم الإنسانية مناهجها .
و انطلاقا من هذا التصور الفلسفي الأخير فالعلوم الإنسانية تفترض أن تكون الذات
هي نفسها الموضوع المدروس
,علاوة على ذلك فالعالم يعتبر طرفا و حكما في
وقت واحد
,غير أن ذلك لايجب أن يؤثر في النظرة إلى القيمة العلمية لهذه
الأمور.فالغاية الابستمولوجية من إبراز التداخل بين الذات و الموضوع يتحدد في
تحديد الشروط المنهجية التي يجب اعتمادها.نفس الإشكاليات تعرفها الفيزياء
المعاصرة مما جعلها تأخذ بعين الاعتبار تدخل الملاحظ في بناء الظاهرة.و هذا
يؤكد غياب القطيعة بين العلوم الطبيعية و العلوم الإنسانية . موقف ميرلوبونتي:يرى أنه لا يجب النظر إلى الإنسان باعتباره موضوعا للعلوم
الطبيعية أو الإنسانية ,فالذات ذات هي المصدر الحقيقي للعالم المادي
,فلولا وجود
الذات لما كان للعالم أبعاد و جهات ,و من ثمة فالواقع يوجد انطلاقا من الذات و من
أجلها.فمصدر المعرفة الإنسانية هو تفاعل الذات مع العالم من خلال التجربة التي
تعيشها هذه الذات . للخروج من هذا الإشكال العلمي يمكن أن نقول أن وجود العلوم الطبيعية ساعد
العلوم الإنسانية على تطوير نفسها و البحث عن مناهج تميزها
.و مسألة
الموضوعية المطروحة ليست تشكيكا في قيمة هذه العلوم و إنما يتعلق الأمر بنقاش
ابستمولوجي يمكنه إغناء العلوم اللإنسانية و دفعها لتوخي الدقة من خلال إدارك
خصوصيات الموضوع المدروس ,لأن جميع الصعوبات تتمثل في طبيعة الظاهرة
Aucun commentaire